
من هم الحشاشون؟ الطائفة الأكثر غموضًا وإثارة في التاريخ الإسلامي
الحشاشون هم فرقة إسماعيلية نزارية باطنية، انشقت عن المذهب الشيعي الإسماعيلي في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، ويُعدون من أكثر الجماعات إثارة للجدل والغموض في التاريخ الإسلامي. اشتهروا بأساليبهم غير التقليدية في القتال، وعلى وجه الخصوص، الاغتيالات السياسية المنظمة التي جعلت اسمهم مرادفًا للخوف والدقة والتخطيط السري.
تأسست الجماعة على يد حسن بن الصبّاح، وهو مفكر وقائد سياسي شديد الذكاء والانضباط، استطاع أن يؤسس دولة شبه مستقلة في قلعة ألموت الواقعة في جبال إيران الشمالية. كانت هذه القلعة مركزًا استراتيجيًا للطائفة، يتم فيها تدريب الأتباع الذين يُطلق عليهم “الفدائيين”، وهم مستعدون للتضحية بحياتهم في سبيل تنفيذ أوامر القائد.
يُعتقد أن الحشاشين اعتمدوا على السرية التامة والتنظيم الهرمي في إدارة شؤونهم. كانوا يتسللون إلى قلاع الملوك والأمراء وأحيانًا إلى معسكرات العدو، وينفذون عمليات اغتيال دقيقة ثم يقبلون الموت دون محاولة الهرب. ومن أشهر ضحاياهم: نظام الملك الوزير السلجوقي الشهير، والعديد من قادة الحملات الصليبية.
أُطلق عليهم لقب “الحشاشين” من قِبل خصومهم، وهناك من يعتقد أن الاسم يعود لاستخدامهم الحشيش كمخدر لتنويم الفدائيين قبل تنفيذ العمليات. إلا أن هذا التفسير لا يُؤيده كثير من الباحثين اليوم، ويُعتبره البعض تشويهًا متعمدًا من أعدائهم وخاصة من كتاب الحملات الصليبية.
كانت الطائفة تحمل مشروعًا سياسيًا وعقائديًا في آنٍ واحد، حيث مزجت بين الفكرة الدينية الإسماعيلية وبين التنظيم السياسي السري والعسكري. وقد لعبوا دورًا خطيرًا في زعزعة استقرار العديد من الحكومات في ذلك الزمن.
استمرت دولة الحشاشين ما يقارب 170 عامًا، إلى أن سقطت على يد هولاكو خان المغولي عام 1256م، حين دمّر قلعة ألموت ومعاقلهم الأخرى. ورغم النهاية الدموية، إلا أن تأثير الحشاشين بقي حيًا في الذاكرة الجماعية.
اليوم، تُعد الإسماعيلية النزارية الامتداد المعاصر لهم، ولكنها طائفة مسالمة تركز على التنمية والتعليم، وتتبع إمامًا روحيًا هو “الآغا خان”، بعيدًا عن الفكر الثوري أو العنيف.
خلّف الحشاشون إرثًا مليئًا بالأساطير، وألهموا العديد من الكتب، والروايات، والأفلام، وألعاب الفيديو مثل Assassin’s Creed التي صوّرتهم كمحاربين سريين يعيشون في الظل، ينفذون المهمات المستحيلة.
في النهاية، يظل الحشاشون مثالًا فريدًا على كيفية تحول طائفة دينية مضطهدة إلى قوة سياسية سرية أثرت في مجرى التاريخ الإسلامي والإنساني على حد سواء.
حسن الصبّاح: العقل المدبر وراء الحشاشين
يُعد حسن بن علي بن محمد الصبّاح من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، فقد كان المؤسس الفعلي لـ فرقة الحشاشين، والعقل المدبر الذي وضع أسس التنظيم العقائدي والسياسي لهذه الجماعة الباطنية الخطيرة. وُلد الصباح في مدينة قم بإيران عام 1050م تقريبًا، ونشأ في كنف أسرة شيعية اثنا عشرية، ثم اعتنق المذهب الإسماعيلي وتأثر بالفكر الفلسفي الباطني الذي كان ينتشر آنذاك في مناطق فارس واليمن.
كان حسن الصباح رجل علم ومنطق، يجيد الفقه، والكلام، والفلسفة، والرياضيات، وقد تدرج في مراتب الدعوة الإسماعيلية إلى أن أصبح داعية رسميًا للإمام الإسماعيلي الفاطمي المستقر في القاهرة. لكن لاحقًا، نشب خلاف مذهبي بين الصباح والمؤسسة الفاطمية حول أحقية الخلافة بعد وفاة الخليفة المستنصر بالله، فانحاز حسن إلى جانب نزار ابن المستنصر، ليؤسس ما يعرف بـ الإسماعيلية النزارية، في مقابل الإسماعيلية المستعلية التي استمرت في مصر.
في عام 1090م، استولى حسن الصباح على قلعة ألموت الشهيرة في جبال الديلم بإيران، دون قتال تقريبًا، بعد أن نجح في استمالة حاكمها إلى دعوته. ومن هناك بدأ في بناء تنظيم سري محكم قائم على الطاعة العمياء، والانضباط العسكري، والعقيدة الباطنية الغامضة. كان ينشئ أتباعه، أو ما يُعرف بـ “الفدائيين”، على الولاء المطلق، ويجهزهم لتنفيذ عمليات اغتيال عالية الخطورة ضد خصومه من الملوك والوزراء والعلماء.
تميز حسن الصباح بشخصية صارمة، لا تتسامح مع التقاعس أو التمرد. عاش حياة زهد وتقشف في قلعة ألموت، ورفض أن يعطي امتيازًا لأحد، حتى أنه أمر بإعدام ابنه لأحد التجاوزات. لم يكن مجرد زعيم ديني، بل كان أيضًا استراتيجيًا بارعًا في التخطيط والقيادة، مما مكنه من تشكيل دولة داخل الدولة، بسطت نفوذها في مناطق واسعة من إيران وسوريا.
لم يخض الحروب التقليدية، بل اعتمد على أسلوب الحرب النفسية والاغتيالات الدقيقة. كانت رسالته تصل إلى الخصوم عبر رعبٍ خفي، إذ يكفي أن يستيقظ أحد الحكّام ليجد خنجرًا بجانبه مع رسالة من “سيد ألموت”، ليفهم أنه تحت رقابة صارمة.
توفي حسن الصباح عام 1124م، بعد أن ترك خلفه تنظيمًا قويًا استمر بعده لعقود، وغيّر مجرى التاريخ السياسي في المنطقة. وقد ظل شخصية غامضة ومثيرة للإعجاب والخوف في آنٍ واحد، إذ جمع بين الزهد الديني، والدهاء السياسي، والقسوة الحاسمة.
اليوم، يُذكر اسمه دائمًا مقترنًا بالحشاشين، لكنه أيضًا يُعد رمزًا للقيادة الثورية في وجه القوى التقليدية، وعبقريًا في استخدام الفكر والعقيدة لبناء نظام بديل، وإن كان مرفوضًا من التيارات الإسلامية التقليدية.

قلعة ألموت: مركز الطائفة ومهد أخطر تنظيم سري في التاريخ الإسلامي
تُعد قلعة ألموت (Alamut Castle) رمزًا خالدًا في تاريخ الطوائف السرية، ومركزًا رئيسيًا لطائفة الحشاشين بقيادة العقل المدبر حسن الصبّاح. تقع القلعة في شمال إيران، وتحديدًا في جبال ألبرز الوعرة، على ارتفاع يزيد عن 2,000 متر فوق سطح البحر، مما جعل الوصول إليها مهمة شبه مستحيلة. وقد لعب موقعها الجغرافي الفريد دورًا بالغ الأهمية في بقاء الطائفة لأكثر من قرن ونصف، رغم أعدائها الكثر.
تأسيس السيطرة على ألموت
في عام 1090م، تمكن حسن الصبّاح من السيطرة على قلعة ألموت بذكاء ودون سفك دماء، من خلال دعوة سلمية نجحت في كسب ولاء الحاكم المحلي. وبعد السيطرة عليها، بدأ في تحويلها إلى أكثر من مجرد حصن عسكري. أصبحت ألموت مركزًا دينيًا، وفكريًا، وسياسيًا، يتم فيه تدريب الفدائيين (أتباع الطائفة) على العقيدة والانضباط العسكري وعمليات الاغتيال المدروسة.
تصميم القلعة وميزاتها الدفاعية
بُنيت القلعة على قمة صخرية عالية لا يمكن الوصول إليها بسهولة، وكان لها مدخل واحد ضيق يمكن حمايته بقوة قليلة. كما احتوت على نظام تخزين مائي متقدم يكفي لشهور من الحصار، ومخازن طعام ضخمة، مما جعلها قلعة منيعة بكل المقاييس. تقول الروايات إن القلعة كانت تملك ممرات سرية، وغرفًا تحت الأرض، ومكتبة ضخمة تحتوي على كتب الفلسفة والعقيدة والعلم.
الحياة داخل قلعة ألموت
كانت الحياة داخل ألموت منظمة بدقة، تحكمها قوانين صارمة وضعها حسن الصباح نفسه. لم يكن هناك مكان للتكاسل أو العصيان. كل فرد يعرف واجباته، ويُعدّ نفسيًا وروحيًا للقيام بما يُطلب منه دون تردد. كان حسن الصباح يعيش فيها حياة تقشف صارمة، ويمنع الترف والفساد، حتى أنه أمر بإعدام ابنه لأنه خالف القوانين الأخلاقية.
قلعة ألموت كمركز إشعاع فكري
رغم الطابع العسكري، كانت القلعة مركزًا ثقافيًا أيضًا، حيث استضافت العلماء، والمترجمين، والفلاسفة، ونسّاخ الكتب. قيل إن مكتبة ألموت ضمّت كتبًا نادرة في الرياضيات، والطب، والفلسفة، والدين. وقد ساهم ذلك في جعلها واحة فكرية وسط الصراعات الطائفية والسياسية.
أسلوب الإدارة والاتصال
من ألموت، كان حسن الصباح يرسل الرسائل والأوامر إلى أتباعه في كل مكان، مستخدمًا شبكة منظمة من المراسلين. كان يسيطر على أجزاء من إيران وسوريا دون أن يملك جيشًا تقليديًا، بل عبر فدائيين مدربين يزرعون الرعب في نفوس الأعداء من خلال الاغتيالات النوعية.
سقوط قلعة ألموت
استمرّت قلعة ألموت كمعقل رئيسي للحشاشين حتى عام 1256م، حين قام هولاكو خان، حفيد جنكيز خان، بحملة عسكرية موسّعة ضد الطائفة، وتمكن من اقتحام القلعة بعد مقاومة عنيفة. دُمرت مكتبتها، وأُحرقت كتبها، وذُبح الكثير من أتباع الطائفة. بذلك، انتهى عصر الحشاشين كقوة عسكرية منظمة، رغم بقاء بعض أفكارهم وجيوبهم في مناطق أخرى.
إرث قلعة ألموت
لا تزال قلعة ألموت حتى اليوم رمزًا للأسطورة والتاريخ الغامض، ويتردد اسمها في الأدب الغربي، وألعاب الفيديو، والروايات مثل Assassin’s Creed. وقد تحولت إلى موقع أثري يجذب الباحثين والسياح، رغم ما تعرض له من تخريب عبر القرون.

أشهر عمليات الاغتيال التي نفذها الحشاشون: رعب في قلب السياسة والدين
اشتهرت طائفة الحشاشين، بقيادة حسن الصبّاح، بأسلوبها الفريد في الاغتيالات السياسية والعسكرية، والتي كانت تنفّذ بدقة وجرأة لا مثيل لها. لم تعتمد هذه الطائفة على الجيوش أو الحروب النظامية، بل على فدائيين مدرّبين تدريبًا عقائديًا صارمًا، يضحّون بأرواحهم طواعية في سبيل تحقيق أهداف التنظيم.
تسببت هذه العمليات في نشر الذعر بين الملوك والوزراء والسلاطين، إذ لم يكن هناك مكان آمن من قبضتهم، حتى داخل القصور والمساجد. إليك أبرز عمليات الاغتيال التي نُسبت إلى الحشاشين:
1. اغتيال نظام الملك الطوسي (1092م)
-
أحد أعظم وزراء الدولة السلجوقية، وكان الخصم السياسي الأول للإسماعيليين.
-
اغتاله أحد فدائيي الحشاشين متنكرًا في زي صوفي، وطعنه أمام الناس أثناء خروجه من خيمته.
-
هذه العملية كانت نقطة تحوّل فتحت الباب لعمليات اغتيال علنية ضد أقوى رجالات الدولة.
2. محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي
-
جرت محاولتان على الأقل لاغتياله، أبرزها في خيمته خلال معسكره بسوريا.
-
تسلل الفدائيون إلى المعسكر وقتلوا حراسه، لكن الحظ أنقذه.
-
يُعتقد أن السبب كان عداءه لهم بعد أن استولى على مناطق نفوذهم.
3. اغتيال الملك ريموند الثاني، أمير طرابلس الصليبي (1152م)
-
قُتل أمام باب كنيسته على يد فدائي تنكر في زي مسيحي.
-
شكلت هذه العملية صدمة كبرى للصليبيين الذين كانوا يتحالفون أحيانًا مع الحشاشين!
4. اغتيال الفضل بن صالح بن مرداس، حاكم حلب
-
كان من أعداء الإسماعيلية، وقد استُهدف في قلب المدينة.
-
اغتاله الفدائيون برسالة واضحة إلى خصوم الطائفة في سوريا.
5. اغتيال كونراد دي مونتفيرات (1192م)
-
ملك القدس المنتخب أثناء الحملة الصليبية الثالثة.
-
قُتل في وضح النهار بمدينة صور اللبنانية على يد فدائيين متنكرين.
-
اتُّهم صلاح الدين بالتعاون مع الحشاشين في العملية، لكن لا دليل قاطع على ذلك.
6. اغتيال شخصيات علمية ودينية
-
لم تقتصر الاغتيالات على القادة والساسة، بل طالت علماء دين وأئمة معارضين لعقائد الطائفة.
-
استُهدف بعضهم داخل المساجد أو أثناء الخطب.
7. محاولة اغتيال الخليفة العباسي
-
توجد إشارات تاريخية إلى مخطط حشاشي لاغتيال أحد خلفاء بغداد، لكن المحاولة أُحبطت.
-
يُظهر ذلك مدى جرأة التنظيم، واستعداده لضرب قلب الخلافة السنية.
أسلوب التنفيذ
كانت عمليات الحشاشين تتم:
-
غالبًا في النهار وأمام شهود، لإحداث صدمة نفسية.
-
باستخدام الخناجر القصيرة، دون اللجوء للأسلحة البعيدة.
-
مع استعداد الفدائي للتضحية بنفسه فور تنفيذ المهمة، ما يزيد من هيبة التنظيم.
الأثر السياسي والنفسي
أثارت عمليات الاغتيال تلك ذعرًا عالميًا في العصور الوسطى. أصبح مجرد التلميح بعلاقة خصم بالحشاشين كافيًا لإثارة الرعب، كما حرص الملوك على مضاعفة الحراسة والتحصينات. هذه الاغتيالات كانت بمثابة أداة استراتيجية فعالة لتوسيع النفوذ، دون خوض معارك مباشرة.
نهاية الحشاشين: سقوط القلعة وسؤال البقاء حتى اليوم
سقوط قوة الحشاشين
رغم النفوذ الكبير الذي امتلكه الحشاشون خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، إلا أن مصيرهم لم يكن أبديًا. لقد شكّلوا خطرًا على السلاجقة، والصليبيين، والخلافة العباسية، لكن لم يكن في الحسبان أن نهايتهم ستأتي على يد قوة خارجية أعظم وأشد فتكًا: المغول.
في عام 1256م، قاد القائد المغولي هولاكو خان، حفيد جنكيز خان، حملة عسكرية واسعة لاجتياح المنطقة، بناءً على تعليمات من الإمبراطورية المغولية لتدمير مراكز المقاومة العقائدية والفكرية، ومنها الحشاشون، الذين كانوا يُعتبرون خصمًا قويًا بسبب قدراتهم التخريبية واغتيالاتهم السياسية.
وجه هولاكو جيشه نحو قلعة ألموت، المعقل الرئيسي للحشاشين في جبال إيران. ورغم شهرة القلعة بمنعتها واستحالة اختراقها، فإن زعيم الحشاشين حينها، الملقب بـركن الدين خورشاه، لم يكن بنفس حنكة حسن الصباح. فشل في تنظيم الدفاع، واضطر إلى الاستسلام دون قتال يُذكر.
دخل المغول القلعة، فنهبوها ودمروا مكتبتها الشهيرة التي كانت تضم آلاف الكتب في العقيدة، الفلسفة، والعلوم. وقد أُحرقت تلك الكتب أو أُخذت كغنائم، ما شكل كارثة ثقافية ومعرفية. بذلك انتهى عصر الحشاشين كقوة عسكرية، وتمت تصفية أغلب عناصرهم في إيران خلال السنوات التالية.
هل الحشاشون موجودون اليوم؟
رغم تدمير قلعتهم، فإن فكر الحشاشين لم ينتهِ بالكامل. الفرع العقائدي الذي انبثقت عنه الطائفة، وهو الإسماعيلية النزارية، لا يزال قائمًا حتى اليوم، لكنّه تغيّر جذريًا في الشكل والمضمون.
من هم أتباعهم المعاصرون؟
-
يُعرف أتباع الحشاشين اليوم بـالإسماعيلية النزارية.
-
زعيمهم الروحي هو الآغا خان، الذي يُعتبر الإمام الـ49 للطائفة.
-
يتواجد أتباعه في دول عدة: الهند، باكستان، إيران، سوريا، طاجيكستان، وأفريقيا الشرقية.
-
يعيش الآغا خان في أوروبا، ويقود شبكة واسعة من المنظمات التنموية والتعليمية تحت اسم “مؤسسة الآغا خان”.
الفارق الجوهري بين الماضي والحاضر
-
لم يعد الإسماعيليون النزارية يحملون طابعًا سريًا عسكريًا أو يقومون بأي نشاط سياسي عنيف.
-
تحوّلوا إلى طائفة مسالمة، تركّز على التعليم، التنمية، الحوار بين الأديان، وتمكين المجتمعات.
-
ترفض الطائفة اليوم أي صلة بالعنف، وتعتبر المرحلة القديمة تاريخًا لا يعبر عن واقعها الحالي.
الحشاشون في الذاكرة الثقافية
رغم اختفائهم الفعلي منذ قرون، بقي الحشاشون حيّين في الذاكرة الثقافية، حيث تحولت قصصهم إلى:
-
روايات أدبية عالمية.
-
أفلام ومسلسلات وثائقية.
-
ألعاب فيديو مثل Assassin’s Creed التي استلهمت منهم جوّها وقصتها.
تُصوّر هذه الأعمال الحشاشين كمحاربين سريين يعيشون في الظل، ينفذون مهام خاصة ضد الطغيان والفساد، وهو تصوير رومانسي أكثر من كونه واقعي.
الخلاصة
انتهت طائفة الحشاشين عسكريًا مع سقوط قلعة ألموت عام 1256م، لكن أثرها لم يُمحَ من التاريخ. تحوّلت الجماعة من تنظيم سرّي مقاتل إلى طائفة إسماعيلية مسالمة يقودها الآغا خان، تعمل على نشر العلم والتنمية. أما إرثها، فيعيش اليوم في الكتب والأساطير والخيال الشعبي، رمزًا للدهاء، والغموض، والانضباط العقائدي الذي لا مثيل له في التاريخ الإسلامي.